المناطق عن المترين عن سطح البحر.
وقد يعتقد الإنسان العادي بأنَّ هذا التل الذي بنيت عليه هذه القلعة هو تل طبيعي، تشكل نتيجة ظروف الطبيعية لا دخل للإنسان بها من تراكم المواد المترسبة عبر السنين، أو زحف الرمال، وما إلى ذلك، ولكن الحقيقة عكس ذلك، تمامًا، حيث أن هذا التل ما هو إلا طبقات بعضها فوق بعض، تشكل كل طبقة من هذه الطبقات حقبة زمنية مختلفة، حيث عثر على عمق متر واحد فقط بالقرب من برج هذه القلعة على جرة تحتوي على نقود معدنية "ساسانية" تعود إلى فترة ما قبل الإسلام ونظرًا لثراء هذا الشريط الهلالي الذي يشكل قرية دارين بهذه الآثار فقد شاع بين أهالي بلدة دارين قصة خرافية تفسر لهم عثورهم على هذا الكم الهائل من الهياكل العظمية، والأواني الفخارية التي لم يعتادوا على طريقة دفنها غير الإسلامية، مفاد هذه الأسطورة أن سكان جزيرة دارين كانوا فيما مضى " كفارا"، وخسف الله بهم ثلاث مرات، وكل خسف يشكل طبقة أو مدينة مدمَّرة.
ومن أشهر هذه الاكتشافات العشوائية عثور أهالي الجزيرة على بقايا هياكل عظمية لرجال دفنوا مع سيوفهم داخل جرات فخراية كبيرة عثر عليها شمال شرق بلدة دارين في المكان الذي يسمى حاليا مزرعة أبو خميس، في حين اعتاد الأهالي قديما الخروج إلى منطقة "الرفيعة" شمال دارين أثناء هطول الأمطار لجمع القطع الأثرية التي تنكشف نتيجة هطول الأمطار الغزيرة.
وتزيد مساحتها الإجمالية على 8000 متر مربع .
ومن المؤكد أن قلعة دارين استخدمت في فترة الدولة السعودية الأولى والثانية خلال الفترة من عام (1212هـ - 1288هـ)، كقلعة دفاعية ومركز لجباية الرسوم الجمركية في جزيرة تاروت، في حين اقتصرت وظيفة قلعة دارين خلال فترة الحكم العثماني الأخيرة خلال الفترة (1288هـ - 1331هـ) على الأمور الإدارية والجمركية هدفها المراقبة وجباية الرسوم والضرائب لخزينة بيت المال العثماني بمركز قضاء القطيف
لذلك فمن المؤكد ان قلعة دارين مقر للضباط والجنود الترك كما ورد هذا الخبر في عدد من الوثائق التاريخية
ومن المشهور أن سكن الشيخ محمد بن عبد الوهاب الفيحاني في هذه القلعة كان منذ انتقاله إلى بلدة دارين وحتى وفاته، ومن المعلوم استمرار ابنه جاسم في سكن القلعة، وبعد وفاة الشيخ جاسم تحولت - تدريجيًّا - إلى ملكية أفراد أسرة الفيحاني، وذلك مباشرة بعد سقوط الحكم التركي في المنطقة، واستمرت ملكية القلعة لورثة الفيحاني إلى زماننا هذا.
اثبتنا من خلال العرض السابق أن قلعة دارين كانت موجودة في العام 1247هـ، وبذلك لا يصح القول بأن بانيها هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب الفيحاني، وإنما نرجح أن يكون الفيحاني قد قام بإعادة ترميم القلعة، كما أن هذه القلعة تعاقب عليها العديد من الشخصيات السياسية الخليجية البارزة، ابتداءً بزعيم الجلاهمة بشر بن رحمة بن جابر الجلاهمة، وانتهاء بالشيخ محمد بن عبد الوهاب الفيحاني،
بعد أن تزور المدينة الصغيرة الهادئة وتستمتع برؤية البحر والسفن القديمة
والبيوت الاثرية والازقة المتعرجة القريبة من القلعة سوف يحزنك رؤية الحجارة المتناثرة
ما أحببت أن اضيفه .. هو لابراز الحال التي صارت اليها القلعة
ربما تقوم هيثة السياحة والاثار بالالتفات لها
والعمل على ترميمها وتقديمها للوجه السياحي بالمنطقة
أو تكون للمنطقة الشرقية مكانا لتجمع التراث !!
ملاحظة:جميع الصور من تصويري
عداالصورة للقلعةكاملة
المصدر للمعلومات التاريخية:
شبكة الطواش: قلعة دارين بين اوهام المؤرخين وشهادة الوثائق
v
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق