الخط الجميل يعتمد على الإحساس الدقيق بالجمال وعلى محاولة تقليد الأصل ، كما يتطلب التدريب المستمر والد ؤوب والذي يصل إلى رتبة التفوق . والإبداع صفة لا يصل إليها إلا من كان يتمتع بموهبة فنيّة أصيلة ، وقدرة على الإخراج والابتكار وعبقرية تستطيع تحويل الحرف الجامد إلى لوحة فنيّة يتناغم فيها عناصر الشكل واللون والحركة
لوحات للفنان السوري محمد غنوم
ر
الكلام منقول
تأثر محمد غنوم بالمدرسة الحروفية التي شهد الفن التشكيلي ظهورها في أربعينيات القرن الماضي، ليصبح اليوم أحد أهم الفنانيين الحروفيين في سورية. تحدث عن تجربته الفنان التشكيلي الراحل فاتح المدرس فقال "محمد غنوم في تجربته الجادة في مجال التشكيل العربي يقف في مقدمة الفنانين العاملين لأجل الروعة الإبداعية عند العرب، وإن الموسيقى العميقة في عمله الفني حقيقةً تجعلنا نقف باحترام أمام هذا الحدس الجمالي الرائع، وهذا التكوين الذي يعد أساس بنيان العمل الفني، وهو ينطق بالجمال من خلال الوفاء والانتماء، والاحترام للبيئة وللتراث الذي هو غنى جمالي طبيعي في عمل فني متكامل.
الفنان محمد غنوم من مواليد دمشق 1949. تخرج في كلية الفنون الجميلة، جامعة دمشق، قسم التصميم الداخلي، ليتابع دراساته العليا ويحصل على دكتوراه الفلسفة في علوم الفن من طشقند 1992، تولى منصب الموجه الأول للتربية الفنية في سورية، ورئيس جمعية أصدقاء الفن في دمشق منذ 1996. مدرس محاضر في كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق. أقام17 معرضاً شخصياً في عدد من المدن السورية و37 معرضاً في دول عربية وأجنبية. نال عدة جوائز كان أهمها الجائزة الأولى في مهرجان الخط العربي بالعاصمة الإيرانية طهران، والجائزة الأولى للخط والموسيقى في فرنسا.
الفنان الحروفي لقب رفض الفنان غنوم أن يطلق عليه مشيراً إلى أن إطلاق لقب الحروفية على فناني المدرسة الحروفية هو تقزيم وتأطير لقدرة هؤلاء الفنانين، مؤكداً أن هناك محدودية في النظر للمدرسة الحروفية.
وحول قدرة الحرف العربي في لوحاته على التعبير عما يريده دون اللجوء للأشكال الواقعية قال الفنان غنوم "لا انفصال بين المعنى والمبنى في الفن الحروفي، فحرف النون مثلاً مكون من ثلاثة أرباع الدائرة، ويرتكز في وسطه على نقطة تميزه عن الأحرف الأخرى، لا يمكننا على الإطلاق أن ننظر إلى تلك الدائرة الناقصة دون أن تكون تداعيات المضمون مترافقة مع ذاك الحرف الذي أقسم به الخالق عندما قال "نون والقلم ما يسطرون".
ويضيف غنوم "الفنان الذي لا يخلق حواراً بين لوحته والناظر إليها ليس بفنان، لا يمكن للفنان أن يقدم بلوحاته كل ما يريد بوضوح ودفعة واحدة.
وعن عملية التزاوج بين الحرف واللون بهدف إنجاب لوحة تشكيلية تجريدية أجاب الفنان محمد غنوم "لو أردنا تصنيف الخط العربي كفن فهو تجريد بحت، أما ما يتعلق بعملية إدخال اللون للحرف العربي فلطالما كتبت الحروف باللون الأسود، فمن ذاك الذي سن قانون يوجب عدم رسم الحروف باللون الأحمر أو الأزرق أو غيرها من الألوان، اعتدنا سابقاً على كتابة الحروف باللون الأسود، ولدى ذكرنا لكلمة حبر يتراءى لنا اللون الأسود رغم وجود الكثير من الألوان. لقد غاصت حروفي بالألوان لتتحول إلى عمل فني خاص بي.
وفي الوقت الذي ندر فيه وجود أحد الفنانين المعترفين بدور الخط الكلاسيكي وأثره في تكوين الفن الحروفي الممزوج بالألوان أكد الفنان غنوم بأنه استفاد من كل أساليب وأنواع الخط العربي الكلاسيكي الذي يمثل القاعدة بالنسبة للفن الحروفي دون أن يقفز عنها ويدعي خلقه لهذا الفن قبل غيره، مشيراً إلى أن للجانب الهندسي دوراً كبيراً في الفن الحروفي، وهو ينقسم إلى نوعين: الأول هو الأسلوب الهندسي الجاف أو القاسي الذي يعتمد الأشكال الهندسية في تكوين لوحاته وحروفه وتشكلها، بينما الأسلوب الثاني هو اللين الذي تحقق من خلال القصبة.
ويضيف غنوم "الحروف لينة وانسيابية، تلك الانسيابية مهمة وضرورية في اللوحة، فهذا الصعود والهبوط والالتفاف وامتداد الحرف والتوائه ضروري؛ وفي الوقت نفسه لابد من الاستفادة وتوظيف الخطوط الهندسية ذات الرؤية الحادة أو القائمة التي تجعل الحوار جميلاً وممتعاً بين الرصانة والوقار وبين لغة العقل والعاطفة.
وفي فكرة الارتقاء بالفن الحروفي، لاسيما أنه لم يأخذ الحيز الذي يستحق، كما هي باقي تيارات الفن التشكيلي، نوه غنوم إلى أن الفنان المخلص والصادق الذي يحترم الرأي الآخر، والمؤمن بأن الفن الحروفي وغيره من الفنون هي خبرات ثقافة وفكر سوف يرتقي بهذا الفن ليخلق بإرادة الله ويديه عملاً فنياً بديع.
وعن وجود أدوات خاصة به كفنان حروفي تشكيلي قال الفنان محمد غنوم "الأداة وسيلة لتنفيذ فكرة، لذلك يحق للفنان استخدام أي أداة تساعده على إنجاز فكرته. شخصياً قد أستخدم القصبة أو الفرشاة أو السكين وإن احتاج الأمر بأصابعي، ما يعنيني هو الوصول إلى ما أريد في النهاية.
وبالنسبة لمعايير اللوحة الحروفية المتكاملة ومدى تذوق الجمهور لهذا الفن التشكيلي أكد غنوم بأنه ليس هناك لوحة متكاملة ولن يكون، فالفنان يجتهد ويبحث ليصل إلى مرحلة ما، واجتهاده يحده أمرين: إما تقدم أو تراجع، ولكل عمل فني فئة تتذوقه قد تتفاعل معه أو تنفر منه، وعالمنا يتسع لكل الآراء والأذواق والثقافات، لذلك ليس هناك عملاً متكامل يحبه ويتفاعل الجميع معه.
وحول تفاعل جمهور الغرب مع أعماله الفنية بعد تجربته في عدة بلدان غربية، لاسيما أن هذا الفن يعتمد على اللغة العربية وحروفها، أجاب الفنان محمد غنوم "لقد أثار هذا الفن المدهش البصري انتباه الغرب واهتمامهم ولامس إنسانيتهم، ما يؤكد أن جمهور هذا النوع من الفن ليس مقتصراً على أهل الضاد، بل هو للإنسانية جمعاء، كما هي باقي المنتجات الفنية الإنسانية.ر
ر
الكلام منقول
تأثر محمد غنوم بالمدرسة الحروفية التي شهد الفن التشكيلي ظهورها في أربعينيات القرن الماضي، ليصبح اليوم أحد أهم الفنانيين الحروفيين في سورية. تحدث عن تجربته الفنان التشكيلي الراحل فاتح المدرس فقال "محمد غنوم في تجربته الجادة في مجال التشكيل العربي يقف في مقدمة الفنانين العاملين لأجل الروعة الإبداعية عند العرب، وإن الموسيقى العميقة في عمله الفني حقيقةً تجعلنا نقف باحترام أمام هذا الحدس الجمالي الرائع، وهذا التكوين الذي يعد أساس بنيان العمل الفني، وهو ينطق بالجمال من خلال الوفاء والانتماء، والاحترام للبيئة وللتراث الذي هو غنى جمالي طبيعي في عمل فني متكامل.
الفنان محمد غنوم من مواليد دمشق 1949. تخرج في كلية الفنون الجميلة، جامعة دمشق، قسم التصميم الداخلي، ليتابع دراساته العليا ويحصل على دكتوراه الفلسفة في علوم الفن من طشقند 1992، تولى منصب الموجه الأول للتربية الفنية في سورية، ورئيس جمعية أصدقاء الفن في دمشق منذ 1996. مدرس محاضر في كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق. أقام17 معرضاً شخصياً في عدد من المدن السورية و37 معرضاً في دول عربية وأجنبية. نال عدة جوائز كان أهمها الجائزة الأولى في مهرجان الخط العربي بالعاصمة الإيرانية طهران، والجائزة الأولى للخط والموسيقى في فرنسا.
الفنان الحروفي لقب رفض الفنان غنوم أن يطلق عليه مشيراً إلى أن إطلاق لقب الحروفية على فناني المدرسة الحروفية هو تقزيم وتأطير لقدرة هؤلاء الفنانين، مؤكداً أن هناك محدودية في النظر للمدرسة الحروفية.
وحول قدرة الحرف العربي في لوحاته على التعبير عما يريده دون اللجوء للأشكال الواقعية قال الفنان غنوم "لا انفصال بين المعنى والمبنى في الفن الحروفي، فحرف النون مثلاً مكون من ثلاثة أرباع الدائرة، ويرتكز في وسطه على نقطة تميزه عن الأحرف الأخرى، لا يمكننا على الإطلاق أن ننظر إلى تلك الدائرة الناقصة دون أن تكون تداعيات المضمون مترافقة مع ذاك الحرف الذي أقسم به الخالق عندما قال "نون والقلم ما يسطرون".
ويضيف غنوم "الفنان الذي لا يخلق حواراً بين لوحته والناظر إليها ليس بفنان، لا يمكن للفنان أن يقدم بلوحاته كل ما يريد بوضوح ودفعة واحدة.
وعن عملية التزاوج بين الحرف واللون بهدف إنجاب لوحة تشكيلية تجريدية أجاب الفنان محمد غنوم "لو أردنا تصنيف الخط العربي كفن فهو تجريد بحت، أما ما يتعلق بعملية إدخال اللون للحرف العربي فلطالما كتبت الحروف باللون الأسود، فمن ذاك الذي سن قانون يوجب عدم رسم الحروف باللون الأحمر أو الأزرق أو غيرها من الألوان، اعتدنا سابقاً على كتابة الحروف باللون الأسود، ولدى ذكرنا لكلمة حبر يتراءى لنا اللون الأسود رغم وجود الكثير من الألوان. لقد غاصت حروفي بالألوان لتتحول إلى عمل فني خاص بي.
وفي الوقت الذي ندر فيه وجود أحد الفنانين المعترفين بدور الخط الكلاسيكي وأثره في تكوين الفن الحروفي الممزوج بالألوان أكد الفنان غنوم بأنه استفاد من كل أساليب وأنواع الخط العربي الكلاسيكي الذي يمثل القاعدة بالنسبة للفن الحروفي دون أن يقفز عنها ويدعي خلقه لهذا الفن قبل غيره، مشيراً إلى أن للجانب الهندسي دوراً كبيراً في الفن الحروفي، وهو ينقسم إلى نوعين: الأول هو الأسلوب الهندسي الجاف أو القاسي الذي يعتمد الأشكال الهندسية في تكوين لوحاته وحروفه وتشكلها، بينما الأسلوب الثاني هو اللين الذي تحقق من خلال القصبة.
ويضيف غنوم "الحروف لينة وانسيابية، تلك الانسيابية مهمة وضرورية في اللوحة، فهذا الصعود والهبوط والالتفاف وامتداد الحرف والتوائه ضروري؛ وفي الوقت نفسه لابد من الاستفادة وتوظيف الخطوط الهندسية ذات الرؤية الحادة أو القائمة التي تجعل الحوار جميلاً وممتعاً بين الرصانة والوقار وبين لغة العقل والعاطفة.
وفي فكرة الارتقاء بالفن الحروفي، لاسيما أنه لم يأخذ الحيز الذي يستحق، كما هي باقي تيارات الفن التشكيلي، نوه غنوم إلى أن الفنان المخلص والصادق الذي يحترم الرأي الآخر، والمؤمن بأن الفن الحروفي وغيره من الفنون هي خبرات ثقافة وفكر سوف يرتقي بهذا الفن ليخلق بإرادة الله ويديه عملاً فنياً بديع.
وعن وجود أدوات خاصة به كفنان حروفي تشكيلي قال الفنان محمد غنوم "الأداة وسيلة لتنفيذ فكرة، لذلك يحق للفنان استخدام أي أداة تساعده على إنجاز فكرته. شخصياً قد أستخدم القصبة أو الفرشاة أو السكين وإن احتاج الأمر بأصابعي، ما يعنيني هو الوصول إلى ما أريد في النهاية.
وبالنسبة لمعايير اللوحة الحروفية المتكاملة ومدى تذوق الجمهور لهذا الفن التشكيلي أكد غنوم بأنه ليس هناك لوحة متكاملة ولن يكون، فالفنان يجتهد ويبحث ليصل إلى مرحلة ما، واجتهاده يحده أمرين: إما تقدم أو تراجع، ولكل عمل فني فئة تتذوقه قد تتفاعل معه أو تنفر منه، وعالمنا يتسع لكل الآراء والأذواق والثقافات، لذلك ليس هناك عملاً متكامل يحبه ويتفاعل الجميع معه.
وحول تفاعل جمهور الغرب مع أعماله الفنية بعد تجربته في عدة بلدان غربية، لاسيما أن هذا الفن يعتمد على اللغة العربية وحروفها، أجاب الفنان محمد غنوم "لقد أثار هذا الفن المدهش البصري انتباه الغرب واهتمامهم ولامس إنسانيتهم، ما يؤكد أن جمهور هذا النوع من الفن ليس مقتصراً على أهل الضاد، بل هو للإنسانية جمعاء، كما هي باقي المنتجات الفنية الإنسانية.ر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق